غربال الوظيف العمومي يُسقط ناجحين في مسابقة للتدريس بالابتدائي
تفاجأ عدد من الناّجحين في مسابقة حاملي الشهادات للتعليم الابتدائي باستدعائهم من طرف أكاديمية التربية بولاية الجزائر لإعلامهم بأنّه وبعد مراجعة سلّم التنقيط في الوظيف العمومي تمّ إحالة عدد منهم على القائمة الاحتياطية وآخرين أعلموا بالإقصاء رغم دخولهم في تربّص تكويني منذ الـ 16 من الشهر الجاري قبيل التحاقهم كمعلمي ابتدائي ما جعل حالة من الإغماءات والغليان تسجّل بين المقصين وذويهم.
وعبّر المقصون الذين يزيد عددهم في مركز واحد على 25 في احتجاجهم لـ "الشّروق" عن صدمتهم الشديدة نتيجة هذا السلوك "غير المسؤول" من طرف مصالح وزارة التربية، خاصّة وأنّ هذا الإجراء قد أدّى ليس فقط إلى الحرمان من الوظيفة في الطور التعليمي الابتدائي ولكن إلى إنهاء علاقتهم بوظائفهم القديمة، ذلك أنّ الكثير منهم كان في مناصب شغل مؤقّتة أو دائمة في مؤسسات خاصة وعمومية وتركها ابتهاجا بالنّجاح في المسابقة.
لكن يظهر أنّ مسؤولي "المكاتب المغلقة"، كما يسمّيهم المحتجّون على القرار، لم يهمّهم هذا الشيء ولم يأخذ حيّزا من تفكيرهم فضلا عن ضمائرهم، فبعد التأخّر المسجّل لمؤسسات وزارة التربية في الإعلان عن قوائم النّاجحين بزعم التمحيص والتدقيق في النتائج تمّ إعلام المجتازين للمسابقة بأنّه يجب عليهم الالتحاق بمراكز التكوين والتحضير لاستلام مناصبهم مع الدّخول المدرسي 2014-2015 وإلا سلّطت عليهم عقوبات الإقصاء والشطب، وهو ما جعل النّاجحين يسارعون ومن شتّى الأماكن إلى الالتحاق بمراكز التكوين بتاريخ 16 أوت على أن تنتهي فترة التربّص بتاريخ 28 أوت.
وفي الوقت الذي ابتهجت الأسر والعائلات بأبنائهم وذويهم الذين كانوا قاب قوسين أو أدنى على دخول المدرسة كمعلّمين جاء ما يصفونه بـ"الفاجعة"، حيث أعلمتهم إدارة مركز التكوين بأنّ عليهم التوجّه إلى أكاديمية التربية الشرقية وهناك أخبروهم بأنّ الوظيف العمومي وبعد مراجعة سلّم التنقيط قام بطرح بعض النّقاط من "الخبرة المهنية" كخطوة لتبرير هذا السلوك تقول "ع. ف"، وهي إحدى النّاجحات المصدومة بخبر إقصائها: "لم نستوعب هذه الإجراءات، ذلك أنّه ليس من المعقول أن يقوموا بإعلامنا بالنّجاح ثمّ يتراجعوا بعد مدّة من التحاقنا بالتكوين"، مؤكّدة بأنّ الطريقة التي أقصيت بها هي "طرح 0.25 من الخبرة المهنية لها" لتطالب بسرعة التدخّل وإيقاف ما سمته بهذه المهزلة.
من جهته، أكّد أحد المواطنين الذي رافق زوجته الأستاذة المقصاة إلى ثانوية محمد هجرس حيث التكوين إلى أنّ "الدمعة لم تفارق عينها بسبب هذا القرار" حيث شدّد على أنّها تحمّلت مرضها من أجل اجتياز المسابقة وبعد أن "كانت ناجحة بـ14.5 والتحاقها بالتكوين للطور الابتدائي لمدّة 10 أيّام تلقّت استدعاء من الأكاديمية أين أعلمت بأنّ الوظيف العمومي راجع نقطة الخبرة المهنية لها وطرح منها وهو ما أدّى إلى إقصائها من الوظيفة فضلا عن فقدانها لعملها الذي استقالت منه في مؤسسة المنار"، ليطالب بدوره بإنصاف زوجته وإعطائها حقّها.
كما أكّد على ذلك الأستاذ "م. ج" الذي أعلم بدوره بنفس القرار على أنّ هذا الشيء يعدّ "فضيحة لقطاع التربية" بعد أن أخرجوهم من المسابقة رغم مرور 10 أيّام على مشاركتهم في التكوين، مشددا على أنّ هذا الإجراء حرم العديد من وظائفهم القديمة وأفسد عليهم فرحة الالتحاق بالوظيف العمومي.
يذكر أنّ ثانوية التربّص قد سارعت أمس الأربعاء إلى غلق أبوابها أمام الصحافة كما منعت المتربّصين من الحديث إلى الصحفيين في تصرّف غريب من موظفي بن غبريط.
المصدر
تعليقات
إرسال تعليق