هجرة الأدمغة: ربع مليون “دماغ” غادر الجزائر إلى غايـة نهاية 2014
75 بالمائة من العلماء المهاجرين يعملون في فرنسا
كشفت دراسة جزائرية حديثة أنجزها باحثون جزائريون مختصون في علم الاجتماع، أن هجرة الأدمغة الجزائرية نحو الخارج وخاصة إلى أوروبا فاقت كل الأرقام في السنوات الأخيرة، وأن الجزائر باتت مهددة بنزيف حاد لعلمائها، ما لم تتخذ الدولة الإجراءات اللازمة لحماية علمائها وتوفر لهم كل شروط العمل المريحة والمحفزة في بلادهم.
وقدرت الدراسة التي أشرف عليها أستاذ علم الاجتماع، محمد صايب موسات، المدير الحالي للمركز الوطني للاقتصاد التطبيقي من اجل التنمية، أن عدد العلماء الذين هجروا الجزائر إلى غاية نهاية السنة الماضية يفوق 268 ألف عالم في كل التخصصات المهنية، وهذا في إطار عملية تهجير منظمة ومقصودة لإفراغ الجزائر من أدمغتها ونخبتها. وأكدت الدراسة أن الجزائر تتصدر قائمة دول الاتحاد المغاربي من حيث النوعية في هجرة الأدمغة، لكون النخبة الجزائرية مطلوبة بقوة في أوروبا على وجه التحديد، حيث يعمل حاليا في مختلف دول الاتحاد الأوروبي 2268 ألف عالم جزائري ما بين طبيب و أستاذ وباحث في مختلف الاختصاصات، من ضمنهم 75 بالمائة يعملون حاليا في فرنسا، و 11 بالمائة في كندا و4 بالمائة في بريطانيا. فيما تستقطب إيطاليا وإسبانيا المهاجرين الجزائريين من مستويات أدنى .
وبلغة الأرقام ، كشف الدراسة أن هجرة الأدمغة الجزائرية ، شملت 1.2 بالمائة من حاملي شهادة دكتوراه دولة ، إضافة إلى أن 27 بالمائة من هؤلاء المهاجرين هم من جنس الرجال لكونهم أفضل وأعلى مستوى علمي. فيما بغت نسبة هجرة النساء الجزائريات 24.8 بالمائة.
أما بخصوص معدل أعمار الأدمغة الجزائرية المهاجرة ، فإن أغلبية المهاجرين من الجنسين تتراوح أعمارهم بين 35 و45 سنة، وتأتي بعدها شريحة البالغين ما بين 25 و34 سنة، في حين جاءت تخصصات الطب والهندسة و حاملي الشهادات العليا في صدارة الأدمغة الجزائرية المهاجرة إلى ما وراء الضفة المتوسطية.
ولعل النقطة الحساسة التي أشارت إليها هذه الدراسة ، هي أن الأدمغة الجزائرية التي تهاجر لا تعود من جديد إلى الجزائر ، وهذا ما يشكل خسارة كبيرة للجزائر وثرائها الثقافي والعلمي، وهذا ما يستدعي ـ حسب الدراسة ـ ضرورة مراجعة الدولة الجزائرية لسياستها اتجاه علمائها وأدمغتها المهاجرة من خلال وضع استراتجية فعالة لحماية هؤلاء وتوفير لهم كل ظروف العمل المحفزة للبقاء في وطنهم، مع ربط جسور الاتصال مع النخبة المهاجرة على أمل إقناعها بالعودة من جديد للعمل في الجزائر.
المصدر
تعليقات
إرسال تعليق