أساتذة فرونكوفونيون لتدريس الأمازيغية
اشترطت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت على المترشحين لمنصب أستاذ في الأمازيغية في مسابقة توظيف الأساتذة 2016، في الأطوار الدراسية الثلاثة (ابتدائي، ومتوسط وثانوي) اجتياز اختبار في اللغة الفرنسية، عوضا عن إتقان اللغة العربية أو حتى اللغة الإنجليزية! وذلك من خلال التعديلات الجذرية التي أدخلتها على القرارات الوزارية السابقة المنظمة للمسابقة على أساس الاختبار.
يحدد المرسوم الوزاري المشترك المؤرخ في 16 سبتمبر 2009، والصادر في الجريدة الرسمية العدد 71 الذي أمضاه وزير التربية الأسبق بوبكر بن بوزيد، والمدير العام للوظيفة العمومية السابق جمال خرشي، عملية تنظيم المسابقات على أساس الاختبارات والامتحانات المهنية للالتحاق بمختلف الرتب وبعض المناصب العليا للتربية الوطنية، فقد تطرق المرسوم إلى تفاصيل برامج الاختبارات للالتحاق بمختلف الرتب في قطاع التربية الوطنية في الأطوار الدراسية الثلاثة (ابتدائي، ومتوسط، وثانوي)، منها أسلاك الأساتذة.
وبالنسبة لبرنامج الاختبارات التي يجتازها المترشحون، فإن معلمي اللغة الأمازيغية (كانت تسميتهم معلما وليس أستاذا)، يجتازون اختبارا في اللغة الأمازيغية بمعامل 3، واختبار في الثقافة العامة بمعامل 2، واختبار في اللغة العربية بمعامل 2. أما المترشحون لرتبة أستاذ اللغة الأمازيغية في المتوسط أو الثانوي، فيجتازون ثلاثة اختبارات، وهي اختبار في اللغة الأمازيغية بمعامل 3، واختبار في الثقافة العامة بمعامل 2، واختبار في اللغة العربية بمعامل 1.
وصدر قرار وزاري مشترك آخر تحت رقم 49، مؤرخ في 15 جوان 2014 (يلغي قانونيا القرار الذي سبقه)، يحدد إطار تنظيم المسابقات والامتحانات المهنية للالتحاق ببعض الرتب المنتمية إلى أسلاك التربية الوطنية، وجاء فيه أنه لا توجد مسابقة على أساس الاختبار لرتبة أستاذ المدرسة الابتدائية. أما المترشحون لرتبي أستاذ التعليم المتوسط والثانوي، فيجتازون اختبارا في الاختصاص؛ أي اللغة الأمازيغية بمعامل 3، واختبارا في الثقافة العامة بمعامل 2، ولم يكن المترشح ملزما باجتياز أي اختبار في أي لغة، لا العربية ولا الفرنسية ولا الإنجليزية.
غير أن وزيرة التربية التي وقّعت على قرار سنة 2014 أجرت تعديلات جذرية أخرى سنة 2016، بحيث أن برنامج الاختبار على أساس الاختبارات (المنشور على موقع وزارة التربية الرسمي)، يفرض على المترشح لمنصب أستاذ في اللغة الأمازيغية اجتياز اختبار في اللغة الفرنسية، وذلك في الأطوار الدراسية الثلاثة: أستاذ المدرسة الابتدائية، وأستاذ تعليم متوسط، وأستاذ تعليم ثانوي، ويتوجب على المترشح إتقان اللغة والتحكم في أشكال النصوص وتقنيات التعبير.
وعليه، فإن جميع الأساتذة المعنيين بالترشح لمنصب أستاذ لغة أمازيغية، سيجتازون وجوبا مادة اللغة الفرنسية دون غيرها، ما يعني نجاح الأساتذة الفرونكوفونيين لمنصب أستاذ لغة أمازيغية دون سواهم ممن يتقنون العربية كلغة رسمية، أو الإنجليزية كلغة أجنبية، وهو ما يطرح التساؤل حول السبب وراء منح الأفضلية للغة الفرنسية؟
وكان قرار فرض اللغة الفرنسية كلغة أجنبية للمترشحين لاجتياز مسابقة توظيف الأساتذة، الذي نشرته “الخبر” قبل أسبوع، قد أثار جدلا في الأسرة التربوية وبين المعنيين بالترشح، فقد وصفه البعض بأنه “محاولة لفرنسة المدرسة الجزائرية”، فيما اكتفت وزيرة التربية بالرد قائلة إن “بعض الأطراف تريد زرع البلبلة في القطاع”.
المصدر: جريدة الخبر
تعليقات
إرسال تعليق