تجار وفنانون.. وصحفيون وأطباء في مسابقة توظيف الأساتذة !
فتح الإعلان عن مسابقة توظيف 28 ألف أستاذ جديد، شهية العديد من العاملين في القطاعين الخاص والعام من تجار، وصحفيين، وأطباء وفنانين.. يرون في مهنة التعليم "حلما" صعب المنال في زمن التقشف، خاصة في ظل الامتيازات التي يتميز بها المنتسبون إلى هذه الوظيفة من ساعات عمل قليلة وعطل متعددة تزيد عن ثلاثة أشهر في السنة بالإضافة إلى تحفيزات الخدمات الاجتماعية ومنح المردودية، ما جعل وزيرة التربية، نورية بن غبريط، تتوقع مشاركة 04 ملايين مترشح في هذه المسابقة التي يبدو أنها لن تتكرر إلا بعد سنوات طويلة بسبب الأزمة المالية للبلاد.
هم شباب من مختلف الفئات العمرية، بعضهم تخطى عتبة الثلاثين، ولا يزالون يحلمون بأن يصبحوا أساتذة ومعلمين.
قصدنا ثانوية الإدريسي بعيسات إيدير، مركز إيداع الملفات والتأكيد على التسجيل الإلكتروني، الخاص بقاطني الجزائر الوسطى. وصلنا المركز في حدود الساعة الثانية و50 دقيقة زوالا. وعند مدخل الثانوية التقينا بشاب كان يرتدي سترة رياضية يطوي أوراقه على عجلة من أمره مهرولا نحو "الميترو". استوقفناه فرد علينا بأنه مستعجل فمباراة المنتخب الوطني مع نظيره الإثيوبي لم يتبق عليها سوى 10 دقائق وهو لا يرغب في تفويتها، ليرد علينا بسرعة: لقد أنهيت دراستي الجامعية ليسانس تخصص مالية منذ 2010، "أنا أعمل حاليا تاجرا ورغم ما أحققه من أرباح غير أن مهنة التعليم ه� � الأفضل لضمان مستقبل مهني مريح..".
تركنا محدثنا السابق ودخلنا الثانوية، حيث وجدنا مجموعة من الفتيات متجمعات حول طاولة يقمن بمراقبة الملف، وأخريات بصدد كتابة طلب المسابقة. تقربنا من "مريم"، خريجة كلية العلوم السياسية تخصص علاقات دولية، بعد تخرجها حاولت التسجيل في الماستر ولم تنجح، لذا لجأت إلى العمل في إحدى شركات السيارات غير أن الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد وسياسة "التقشف" التي اتبعتها العديد من المؤسسات جعلتها تكون أول المسرحين. ولأن الوظيف العمومي أغلق أبواب التشغيل وجدت في التعليم الابتدائي فرصة لن تتكرر.
أما خالد، 33 سنة، يعمل طبيبا في القطاع العام، فأكد أنه يتعرض للضغوط الكثيرة في مهنته، ما دفعه منذ فترة إلى دراسة تخصص جامعي جديد في مجال اللغات ويأمل أن يصبح مدرس لغة ألمانية.
أما سليمة، فهي خريجة المدرسة العليا للفنون الجميلة تعمل رسامة وموسيقية منذ 10 سنوات، غير أن حلمها أن تصبح أستاذة لم ينقطع. وهذا ما دفعها إلى المشاركة في هذه المسابقة.
وحتى الصحفيون حاضرون في إيداع الملفات. وهذا ما وقفنا عليه مع كريم، 30 سنة، كان صحفيا في قناة خاصة تم غلقها، ولحسن حظه فهو يملك شهادة جامعية ثانية أهلته للمشاركة في هذه المسابقة.
أما "صبرينة"، التي تحلم بأن تصبح أستاذة للغة الإنجليزية، فتفاجأت بأن ملفها غير مكتمل فوصل التسديد المسلم لها في مركز البريد رفضوا استلامه وطالبوها بجلب آخر ما أدخلها في دوامة من الحيرة، تقول: الميزات التي يحظى بها أساتذة التعليم الثانوي من عطل ومرتبات شهرية وكذلك من إعانات وأموال للخدمات الاجتماعية شجعتها على التقدم إلى الوظيفة، مواصلة أن التعامل مع جيل الثانوي الحالي لا يخيفها إطلاقا فقد قدمت دروس دعم في الإنجليزية وهو ما أكسبها خبرة في التعامل مع التلاميذ.
وعبرت لنا إحدى المشاركات في مسابقة اختيار الأساتذة أنه من غير المعقول أن تفرض عليهم خلال المسابقة الخضوع لامتحان اللغة الفرنسية فمن حق المرشح الاختيار بينها وبين الإنجليزية، واستطردت محدثتنا: صحيح عملت لمدة 8 سنوات لدى الخواص غير أنني لا أفضل تقديم سنوات الخبرة في الملف وهذا أحسن لي، فضلت ترك الخانة حول الوضعية المهنية بالنسبة إلى المرشحين العاملين شاغرة وكذلك تاريخ التعيين حتى لا أضطر إلى الحصول على موافقة الهيئة المستخدمة.
وصب جل المترشحين للمسابقة غضبهم على الوزارة التي حاولت عرقلتهم من خلال وضعها شرط موافقة الجهة المستخدمة كي يتسنى لهم المشاركة في المسابقة، ما قد يصعب عليهم العودة إلى وظيفتهم في حالة لم يتمكنوا من الفوز في المسابقة فأصحاب العمل تعاملوا معه بحساسية كبيرة.
المصدر: جريدة الشروق
تعليقات
إرسال تعليق